آخر الأخبارمهرجانات

سيد الترومبيت ابراهيم معلوف يحيي الروح بموسيقاه

446views

على ركح أجمل المسارح، المسرح الأثري بقرطاج  كان الموعد الاستثنائي بين فنان نحت مسيرته بالكثير من الجدية والتجديد وجمهور متعطش دوما للموسيقى الحية والحالمة.

موسيقاه تخاطب الوجدان، نغماته تتجاوز حدود المكان وترحل بعيدا حيث تنتشي الروح بأجمل الايقاعات، موسيقى آلة الترومبيت دينه وديدنه وعالم ابراهيم معلوف الأجمل، له أسلوبه الفريد في التعامل مع محبوبته الازلية الترومبيت التي تتحول مع كل عرض الى روح حية تنبض بالحب وتعزف للجمال.

ابراهيم معلوف أشهر عازفي الترومبيت في العالم، لبناني فرنسي مزج في معزوفاته بين الثقافتين العربية والغربية ثم قرر كسر كل الحواجز الثقافية وكتب موسيقى للانسان فهو دائم البحث عن روابط مع الانسان اينما وجد وموسيقاه سلاحه ليجذب القلوب العاشقة ويرسم ملامح قيم كونية.

مهرجان قرطاج الدولي حلم لكل فنان وأمام جمهوره كتب ابراهيم معلوف موعدا مع الفرح والتلقائية فعلى الركح اجتمع تسعة عازفين، عازف درامز وعازفي قيثارة وعازف ساكسوفون وستة عازفي ترومييت -الآلة العجيبة- التي ورث ابرهيم معلوف عشقها من والده نسيم معلوف لتصبح فيما بعد رمزا لحضوره الفني ورغبته في كتابة اسمه باحرف من ذهب في تاريخ الموسيقى العالمية.

ابراهيم معلوف لبناني المولد تعلم الموسيقى منذ الطفولة في بيت فني، وفي فرنسا كانت بداياته الحقيقية، لكن معلوف الابن قرر أن تتجاوز موسيقاه حدود الجغرافيا، ورغم قلة الابواب التي فتحت له في بداياته اختار نحت سبيله لينجح  ولم يكتفي بالدور الثانوي في عوالم الموسيقى، بل صنع مجده ليصبح من أشهر عازفي الترومبيت اليوم وتصبح موسيقاه سيمفونية للالوان والاختلاف.

لقرطاج سحره ولجمهوره لعب معلوف والمجموعة الموسيقية أجمل المقطوعات وتشاركوا الفرحة بعزف قطع موسيقية من الالبوم الأخير “ترومبيت مايكل أنجلو” فكان الموعد مع سحر الإيقاع وجمالية الصورة المتخيلة، فللموسيقى تأثيرها على الوجدان ولمعلوف قدرة عجيبة للتحكم في مشاعر محبيه وجمهوره.

لقاء مع ترنيمة موسيقية عنوانها الحب والفرح، ومنذ بداية الحفل اكد معلوف للجمهور أن السهرة ستكون بمثابة حفل زفاف يجمع عاشقين بعد انتظار، كل تفاصيل الحفل ولحظات الفرحة وكلمة نعم التي يقولها العروسين ثم ساعات المتعة… جميعها  تحولت الى مقطوعات موسيقية تنتصر للحياة، للفرحة ولعالم أجمل، لأن معلوف كلما عزف التقط أجمل ما في الكون وكتب من جديد سردية أخرى للحياة وللحب.

ما أجمل الموسيقى حين تتجاوز المكان، ما أحلى لحظات الصدق حين يكتبها عازف عاشق ويمنحها لمحبيه، ما أجمل اللقاء بين العازفين ونوتاتهم الصاخبة التي تحرك الروح اولا قبل ان يتفاعل الجسد ويكتب بدوره الياذته الخاصة فيرقص حد الانتشاء.

أبدع ابراهيم معلوف في مخاطبة وجدان محبيه، انتقل ببراعة بين موسيقى الجاز والبوب والروك والموسيقى الشرقية والايقاعات الطربية، صنع حفلا استثنائيا وسافر بموسيقاه، ولتونس عزف أغنية “سيدي منصور”، فحضرت المتعة واختزل سحر الكون في الموسيقى.

المكتب الاعلامي