
في أمسية 10 أوت 2025، قدّم فاضل الجزيري على مسرح الحمامات مسرحيته “جرانتي العزيزة”، شهادة فنية عن علاقة الفن بالسياسة في تونس من الاستقلال إلى ما بعد الثورة، وكأنها وصية وداع لجمهوره وبلده. فجر اليوم الموالي، رحل الجزيري تاركاً إرثاً إبداعياً سيبقى في ذاكرة المسرح والسينما والموسيقى التونسية والعربية.
جسد العمل عبر شخصية “ماهر” الملقب بـ”بيتهوفن” نصف قرن من التجربة في فرقة الإذاعة الوطنية، مبرزاً تداخل الفن بالسياسة ودور الفنان كشاهد على التحولات الكبرى. تميز العرض بتوليفة من التمثيل والموسيقى والرقص، واستحضار شخصيات سياسية وثقافية بارزة وتكريم رموز فنية تونسية، مع إسقاطات رمزية على مسار البلاد بعد الثورة.
وُلد الجزيري عام 1948، وتخرّج من المعهد الصادقي قبل أن يتابع دراسته في لندن وباريس. أسس مهرجان المدينة ومسرح الجنوب، وقدم أعمالاً خالدة مع “المسرح الجديد”، كما أحدث نقلة في العروض الموسيقية (النوبة، الحضرة) وترك بصمته في السينما (العرس، غسالة النوادر). في 2022 أنشأ مركز الفنون بجربة لتعزيز اللامركزية الثقافية.
رحيله شكّل خسارة كبرى، لكن إرثه سيظل منارة للإبداع وذاكرة حية للأجيال القادمة.